نسب نسب نسب عشيرة المعامرة عشيرة المعامرة عشيرة المعامرة عشيرة المعامرة عشيرة المعامرة
عشيرة المعامرة
عشيرة عربية تتحلى بالقيم والتقاليد الأصيلة كالضيافة والنخوة والشهامة وغيرها من الخصال النبيـــلة فــهي حسينية النسب عــــدنانية الجذور وإن لعشيرة المعامرة حضور واسع ممتد عبر سورية والعراق ولقد اتخذوا من ضفاف الأنهار والروافد مسكن لهم لاهتمامهم بالزراعة وتربية الأغنام فهم أبناء الرجل الصالح السيد حسن الملقب جبر الشدة الذي أعقب أربعة أبناء هم محمد ويطلق على ذريته اسم الجواعنة ونعود إلى سبب تسمية هؤلاء السادة بـ ( الجواعنة لأن السيد محمــد بــن السيد حسن كان رجــلاً كريماً مضيافاً ذائع الصيت وبعد سقوط بغداد على يد ايران أرسل السلطان العثماني مراد الرابع جيوشاً عن طريق نهر العديد من العشائر العربية لتطهير بغداد من رجس الفرس كما كان معلناً آنذاك وعند مرور الجيش العثماني بقرية سملاية قرر القائد العثماني المبيت بها لكي تأخذ قواته قسطاً من الراحة بعد السفر الطويل فقابله السيد محمد بن السيد حسن وأخبره بأن عشاء الجند ومن معهم سيكون عنده وأنهم الليلة في ضيافته فدهش القائد العثماني ورد عليه (( لكن جيشنا كثير العدد وجائع )) .
فأجابــه السيد محمـــــد سنشبعكم جميعاً بأذن الله وهذا ما حدث فعلاً ولما عاد القائد إلى اسطنبول أخبر السلطان مراد الرابع بموقف السيد محمد وضيافته الكريمة فأمر السلطان بمنح السيد محمد الفرمان وهو وسام من الدرجة الكبيرة وبإعفاء أملاكه من الضريبة وإعفاء أحفاده وذريته من الخدمة العسكرية مع كتاب شكر جــاء فيه ( بارك الله بالسيد محمد الذي أشبع جيشنا الجوعان ) فكانت كلمة الجوعان لقباً للسيد محمد ثم أطلقت على ذريته فيما بعد مستقلاً بهذا الاسم عــــــن أخوته الثلاثة السيد شبيب والسيد ياسين والسيد سلمان الذي أطلق على ذريتهم لقب المعامرة ولاحقاً سنذكر تفرعات السيد حسن وأبنائه الأربعة في سورية والعراق بشكل مفصل إنشاء الله والتي تتصل حلقاتها بالإمام موسى الكاظم عن طريق ابنه الشريف إبراهيم المرتضى ( وهذا ما ذكره النسابة ثامر عبد الحسن العامري في موسوعته للعشائر العراقية المجلد التاسع الصفحة 62 ) .
ويذكر بأن للسادة المعامرة تواجد في منطقة دير الزور قبل دخولهم العراق وتوزعهم إلى منطقة حديثة والأنبار والقسم الآخر نحو سنجار ومنطقة الشويرات وعدا يا وأن نخوة السادة المعامرة هي جبر الشدة نسبة إلى جدهم السيد حسن الملقب جبر الشدة كما ذكرنا آنفاً ( وأن سبب تسمية السيد حسن الملقب جبر الشدة كما يذكر أهل الرواية بأنه عندما ذهب السيد حسن لأداء فريضة الحج مع ثلة من صحبه على ظهر الناقة وشاءت الأقدار بأن تنكسر إحدى رجلي الناقـة التي تقل السيد حسن فتخلف عن أصحابه فقام بشد عمامته على موضع الكسر فجبرت بــــأذن الله فسمي جبر الشدة )
والجدير بالذكر أن عشيرة المعا مرة تحالفت مع عدد من العشائر الزبيدية كالجبور في الحسكة والعفاد لة في الرقة حتى ظن البعض بأنها منهم على مر الزمن وخاصة الذين ليس لهم علـــم أو درايـــة بالنسب أو التاريخ وكما قالت العرب قديماً
( الجوار نسب ) ( والعشيرة من المعشر ) إلا أن الشيء الصحيح والمؤكد علمياً وتاريخياً إن الـــرابطة بين المعامرة وتــلك الحمايل إنما هي رابطــــة مصاهرة مـزدوجة وتحالفات قــبلية نتيجة الــعوامل والظروف الاجتماعية والجغرافية والتعايش بين الناس .
وهذا ما يؤيده الكثير من الباحثين والنسابين الذين تكلموا عن عشائر وقبائل العراق وبلاد الشام فمنهم على سبيل الذكر لا الحصر :
النسابة العراقي يونس الشيخ إبراهيم السامرائي الذي ذكر السادة المعامرة في كتابيه ( القبائل العراقية ) ( و البيوتات الهاشمية في العراق ) حيث عدهم من ضمن عشائر السادة أهل البيت الحسينية .
وقد ذكر أيضاً المحامي عباس العزاوي فـــــي كتابه ( عشائر العراق ) قسمين مــــن المعامــرة ( المعا مرة الذين يسكنون الحلة والمحا ويل والمسيب نخوتهم أخوة سلمة فقد عـــدهم من زبيد الأكبر دون أن يذكر الفرقة التي تكونت منها هذه العشيرة وذكــــــر مواطنها والأفخاذ المتفرعة عنها ) و المعامرة الذين يسكنون شمال العراق وعدهم من السادة الحسينية وذكــر مساكنهم في محافظتي الموصل وديالى ونخوتهم جبر الشدة . ولقد ذكر الأستاذ عبد اللطيف المحاميد الطفيحي في كتابـــــه ( من شجر الأنساب ) المجلد الثاني نسب السادة المعامرة حيث عــــدهم من السادة الحسينية وذكر الجد الجامع للعشيرة فـــي سوريا والعراق السيد حسن الملقب جبر الشدة وذكــر أبنائه الأربعة محمد ويطلق على ذريته الجواعنة والسيد شبيب وياسين وسلمان .
ومنهم أيضاً النسابة العراقي الكبير ثامر عبد الحسن العامري صاحب أكبر موسوعة في العراق التي اسماها ( موسوعة العشائر العراقية ) والتي تتألف مــــن تسعة مجلدات حيث ذكـــــر نسب السادة المعامرة في أجزائه (2- 4 – 9 ) وساق عمود نسبهم إلى الشريف إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه . وذكر مساكنهم وأفخاذهم ووجهائهم .
وقد ذكرهم أيضاً نقيب أشراف طرابلس الدكتور كمال الحوت في كتابه ( الدرر البهية في أنساب القرشيين في البلاد الشامية ) حيث صنفهم من السادة الحسينية الهاشمية وذكر مواطن المعامرة وعمود نسبهم .
وقد تكلم عن السادة المعامرة أيضاً النسابة ثامر العامري في كتابه ( معجم القبائل والطوائف والبيوتات في العراق ) وساق عمود نسبهم إلى الإمام موسى الكاظم وذكر توزعهم وأفخاذهم .
ومنهم أيضاً الكاتب عبد المنعم الغلامي في كتابه ( الأنساب والأسر ) فقد عد المعامرة الذين يسكنون الموصل بأنهم سادة حسينية لهم مكانتهم الاجتماعية والدينية ويعرفون من زييهم للبسهم للعمائم الخضر ويشهد لهم بالصلاح والتقوى والحديث عن السادة آل جبر الشدة وتــاريخهم الذي ترك بصمات حضورهـــــم في وادي الــفرات والخابور ودجلة وخرج منهم العديد من الرجال الأفذاذ والفرسان النشامى , فـــإذا تصفحنا تاريخ قبيلة آل جبر الشدة بفرعيها المـعامـــــرة و الجواعنة لـــــوجدنا من المواقف والمآثر الإنسانية والعربية الأصيلة ما يثلج صدر كل عـــربي ويدعوا إلى التقدير والإعجاب , فقد بـــرز منهم نخبة كريمة من المثقفين والمحامين والأطباء والمهندسين والــوزراء والسفراء وضبـــاط الجيش في سورية والعراق .
ومن الضروري جداً أن يتعرف كل فرد من أفراد العشيرة على تاريخ عشيرته كجزء من الثقافة العامة فلكل عشيرة لها تاريخها وأحداثها ورجالها الذين ظهروا على سطح التاريخ وإن العودة إلى الماضي لا تعني قطع الجسور مع الحاضر والمستقبل وإنما جزء من التاريخ لا يمكن إهماله أو بتر صفحاته وحجبه عن الذاكرة .
والجدير بالذكر أن أبناء هذه العشيرة عرفت فيهم الطيبة والأخلاق الرفيعة , فهم شريحة مسالمة وأن روح الـعدوانية لا تــوجد عندهـــم اتجاه الغير , وقد امتهنوا الوظائف الحكومية إضافة إلى أعمال الزراعة وتربية المواشي والتجارة كمصدر معيشي وحياتي لهم .
والسادة المعامرة والجواعنة يربطهم جد واحد وهو السيد حسن الملقب جبر الشدة الذي ذاع صيته فأصبح علماً من أعلام الزهاد والعارفين بالله . وقد برز من ذريته القائد والعلم المناضل , أحد رواد القضية القومية العربية , واحد بناة تاريخ العراق الحديث المعاصر , وقائد من قيادات الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين إلا وهو السيد مولود مخلص باشا والذي ولــــد في سنة 1885 م في مدينة الموصل محلة جامع الخزام وفيها بدأ دراسته الأولية ثم دخل المدرسة الإعدادية الأميرية في شوال عام 1895 , والجدير بالذكر أن اسم ( مخلص ) إنما كان هذا لقباً منحه إياه قائد الثورة العربية الكبرى الشريف حسين بن على بالنظر للشجاعة التي أبداها مولود في معظم معارك الثورة بلا استثناء , وقد حمل أبناء مولود كلهم هذا اللقب الرفيع . وقد شكل مولود مخلص باشا لواءاً في الثورة العربية الكبرى عرف باسم (( اللواء الهاشمي )) والذي يجمع فيه خيار الجنود وأحسن الضباط وقد اشرف على تدريبهم بنفسه , وكان بطبيعته كثير التشدد في تطبيق النظام فبذل جهود مخلصة في تدريب جنوده دون هوادة حتى استطاع أن يكون لديه قوة مدربة ذات كفاءة عالية لعبت دورا كبير في معارك التحرير , فكانت أساس الجيش العربي النظامي وكان لهذا اللواء المقام الأول بين جيش الثورة العربية لما أبداه من بطولة وبسالة في جميع المعارك التي دارت رحاها في الصحراء العربية " راجع كتاب مولود مخلص باشا ودوره في الثورة العربية الكبرى وتاريخ العراق المعاصر للدكتور محمد حسين الزبيدي كلية الآداب بجامعة بغداد " .
ثم استلم مولود مخلص الحكم على لواء دير الزور كحاكم عسكري ومتصرف له وذلك في 21 كانون الثاني 1920 . إضافة إلى الإشراف على إدارة الحركات الوطنية في العراق والاتصال بالشعب العراقي وحثه على الثورة للانقضاض على الاحتلال البريطاني البغيض .
كذلك عين السيد مولود مخلص باشا متصرفا للواء كربلاء في 26 حزيران 1923وفي 8 مارس 1922 أسس مولود مخلــــــص باشا الحزب الوطني العراقي مع سبعة من رفاقه السياسيين وقد أكد منهاج حزبه الحصول علــــى استقلال العراق في ظل حكومة ملكية دستورية نيابية وتحقيق الرفاهية للعشب العراقي .
وبعد أن قضى مولود مخلص مدة من الزمن متـــصرفاً في لواء كربلاء , عين عضواً في مجلس الأعيان في بداية الحياة البرلمانية حيث صدرت الإرادة الملكية في 7/7/1925 بتعينه عضواً في مجلس الأعيان وكان عددك أعضاء المجلس عشرون عضواً
ثم انتخب مولود مخلص نائباً لرئيس مجلس الأعيان في أول تشرين الثاني 1930 وانتخب رئيساً لمجلس النواب في 23 كانون الأول 1937 وظل في الرئاسة إلى تشرين الأول 1941 , ثم أعيد تعينه عضواً في مجلس الأعيان في 8 حزيران 1944 وقد ظل فــــــي هذا المنصب حتى وفاته 4 آب سنة 1951 , وذلك على أثر سكتة قلبية وهو في مدينة زحـــلة فــــي لبنان . حيث توقف ذلك القلب الكبير عن النبض إلى الأبد , الذي ينبض بحب العرب والعروبة والوطن والأمة حتى آخر نبضة منه ونقل جثمانه إلى بغداد على متن طائرة عسكرية خاصة , حيث جرى استقبال للجثمان عند ساحة المطار المدني ( مطار المثنى ) ومن هناك شيع إلى مثواه الأخير في احتفال مهيب ودفن في مدينة تكريت . تلك المدينة التي أحبها وأقيمت على قبره قبة تحولت إلى جامع تقام فيه الصلاة . فرحمه الله وأحسن مثواه وجزا ه عن الأمة العربية خير ما يجزى المحسنين "
وقد وضع مكتب المندوب السامي تقارير سرية في سنة 1920 عن عدد من الشخصيات العراقية كان بينهم مولود مخلص باشا جاء فيه :
" مولود بن مخلص : عقيد في جيش الشريف حسين بن علي , وهو من مدينة تكريت عمره اثنان وأربعون سنة , أبوه واحد من رؤساء العشائر المشهورين , ويتكلم العربية والتركية والفرنسية وهو شخصية بكل ما تعنيه هذه الكلمة يتكلم بكل طلاقة , وهو عسكري صعب المراس , ترأس الخيالة التركية في الشعيبة أمضى سنتين في صفة سكرتير خاص لابن رشيد , وهو وطني متحمس وواحد من أفضل كل الضباط القدامى في الجيش العربي , وقد جرحى ثمان مرات وتولى قيادة ومنح وسام الخدمة الممتازة في سنة 1918 وانتهى .
كما وضع المندوب السامي البريطاني تقريراً في سنة 1936 عن عدد من الشخصيات العراقية منهم مولود مخلص باشا جاء فيه :
" ولد حوالي 1875 , عسكري قدير أظهر فروسية وشجاعة عظيمة مع الجيش الشريفي وجرح جرحاً خطيراً , مزاياه لا تحصى , خدم في سورية وأرسل في سنة 1920 إلى دير الزور
حيث تم التوصل برعايته إلى اتفاق بين حكومة الاحتلال البريطاني والحكومة العربية في نيسان , وطني متحمس واحل نشر الدعاية المناهضة لبريطانيا بين العشائر إلى أن استدعي من قبل الملك فيصل في حزيران بقي في سورية بعد سقوط الحكومة العربية وعاد إلى بغداد في تموز سنة 1921 ولم يتأخر في الانضمام إلى الجماعة الوطنية المتطرفة ولم يكن هنالك منصب يمكن إعطاؤه في الجيش العراقي ولكنه منح بعض الأراضي بالقرب من تكريت فاستقر
فيها لزراعتها مع زيارات إلى بغداد والموصل من وقتاً لآخر للاشتراك في الفعاليات الوطنية في مارس سنة 1923 وعين متصرفاً لكربلاء لمعالجة الأمر مع العلماء , ليس إدارياً ولكنه أبقى الأمور هادئة في وقت الخروج الجماعي للمجتهدين , رجل مندفع يسمح لمشاعره المعادية لبريطانيا أن توجه أفعاله , عضو في مجلس الأعيان سنة 1925 " نقلاً عن الوثائق البريطانيا لسنة 1936 ترجمة نجدت فتحي صفوت ص 69 و 292 " .
بالإضافة إلى المراتب السياسية والاجتماعية الـــراقية التي وصل إليها أبناء هــــذه العشيرة فقد كانت للقيـــم العربية الأصيلة جانب كبير احتلته بين العشائر الأخــرى فمن ناحية الكرم أخذ أبناء هذه العشيرة حيزاً كبيراً وواسعاً , حتى أطلـــق عليهم لقب ( عوج الصياني ) وهــــو لقب عامي أطلق عليهم لكثرة موائدهم وطعامهم , حتى أن أواني الطعام التي يقدمون فيها الزاد للضيوف قد انحنت واعوجت من كثرة ما وضع فيها من الطعام وهذه كنايـــة عــن الكرم الزائد والفائض حتى أنهم في سنين الجوع والقحط يــذبحون الذبائح ويقدمونها للضيوف والفقراء , ومـــن الذين ذاع صيتهم في هذا المجال هو الشيخ حميدي الدقماق , ويذكـــر إن كبار مشايخ الجــــزيرة السورية شهدوا لــــه بكرمه المنقطع النضير حتى قال فيه الشيخ الأمير عبد العزيز المسلط والشيخ عبود جدعان الهفل رحمها الله قولهما : " كلنا يكرم من مال غيره ما عدا حميدي الدقماق فأنه يكرم من ماله الخاص " وهذه الشهادة مقولـــة خير وصدق مـــــن رجلين كبيرين فـــــــي عشيرة الجبر الشدة من المعامرة وجواعنة .
والجدير بالـــــذكر إن الشيخ حميدي الدقماق كـــان ديوانه في محافظــة الحسكة مفــتوحة دائماً للضيوف والمحتاجين والفقراء اللذين كانوا يجــــدون عنده مأوى وملاذ من الجوع والحاجة .
وللحديث أيضاً عن عشيرة السادة المعامرة آل جبر الشدة لا بـــد لي من التوقف عند أحد فرسان هذه العشيرة الذي تشهد له محافظة الرقة بالبطولة والشجاعة وجرأة النفس وطيبتها ألا وهو الفارس محمد الجربوع والذي سجل أروع صفحات الإقدام والــفـروسية ودقــــــــة رمي الهدف وإصابته بشكل مباشر , فكان من المستحيل أن يخطأ هدفه , وهو من مواليد الرقة سنة 1885 ولقد ذكــــر لي بعض كبار السن بأنــــه قتل أكثر مـن مئة فارس من خلال حروبه ومعاركه التي خاضها بزمن الأتراك والبدو والفرنسيين , كان لا يخشى شيء ولا يعرف معنى الخوف ؟
فقد لعب دوراً كبيراً في حياة العشيرة الذي استطاع بقوة شخصيته وعقليته الراجحـــة وشجاعته الفذة أن يستقطب حوله الأهالي ويكسب حب وولاء العشائر المجـــــاورة فأصبح علماً من أعلام عشيرة المعامرة بالرقة بعلاقاته المتميزة مع الحمايل الأخرى من الجـــــوار , حتى كان مضرب الأمثال في الرجولة والنخوة والفروسية فلقد كان سيفاً أبياً في وجه الظلم والجبروت منذ صباه حتى مماته في حماية الجار ونجدته ورفع الظلم عنه .
وأستذكر هنا قول الشاعر الفرزدق إلى أبن جرير مفتخراً :
أولئك أهلي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فقد كان ملاذاً للضعيف والمسكين سريع النخوة شديد الهيبة عاش متنقلاً وترحالاً بين الرقـــــــة والبليخ ورأس العين إلى أن وافته المنية سنة 1990 ودفن في قرية الجربوع التابعة لمحافظة الرقة رحمه الله واسكنه فسيح جناته , وقد رثاه الكثير من الشعراء المحليين واستذكر قول الشاعر حسن الأحمد الشيخ قائلاً :
يا ونتي ونت شديد العزيمة من حر سناها الدمع حدرها راج
يا محمد الجربوع يا جب علينا قلبــــي عليك والمعاليج سواجي
يا صل يا صلب شديد العزيمة ليه نشت الجلبان ما رانت هداج
مرحوم يالي بسمك انتخينا أنصد العديم بصولتك والبحر هاج
عسى شفيعك ساكن المدينة بجنة الفـــردوس عالية الأبـــــراج
وقد برز ايضاً من السادة المعامرة آل جبر الشدة المرحوم زغير العيسى السليمان الذي كان عارفاً بأنساب العشيرة وفـروعها وجـــــذورها ومرجعـــــاً لهم بهذا المجال ومنهم أيضاً المرحوم خليل الموسى السليمان الذي كان رمحاً شامخاً وعــلماً خفاقـــاً ، مـــعروف لأبناء عشيرته جميعاً غيوراً حــامياً لإخــــوانه وأبناء عمومته دائم السهر على أمـــــورهــم ، طيب المعشر فطناً كريماً مبادرً ، أجمع الشمل واصــلاً لأرحامه دائم الاتصال بهم مشاركاً لـــهم فــــي أحزانهم وأفــراحهم مهــما تبــــاعدت المسافات ، معروف بصدق المعاملة ودماثة الخلق والطباع تــربى في بيت علم وديــن مشهود لـــه بالتقوى والالتزام الصــادق بالديــــــن ، والــبذل من أجل الخير وإكـــرام الضيف وقضاء حوائج الناس حتى وان تطلب ذلك سفراً بعيداً ومــــالاً كثيراً لايبتغي إلا رضـى الله تعالــــــى ، وهــو أول مــــن دون نسب السادة المعامرة بالرقة 1940 كان ذكياً وجريئاً رحمه الله ، صاحـــــب منطق فـــي مجالس الرجـــال عـــــارفاً بأنساب القبائل وحافظاً لتاريخ عشيرته , وبــرز منهم أيضــاً المرحوم عــــمر العبيد الملــقب أبو السودة الـــــــذي اشتهر بالرجولـــة والفروسية وقد صاهر عائلات نبيلة من شيوخ عشائر العكيدات ، ذريتـــه فــــي العراق منطقة الرمــــادي
وللحديث عن السادة آل جبر الشدة من المعامرة لا بد لنا من ذكر بعض الأشخاص اللذين شكلوا منارة للعشيرة عبر الأجيال وتركــــوا لنا الأثر الطيب والقدوة الحسنة من خـــلال الرسالة التـــي حملوها من الآباء إلى الأبناء , فبرز منهم رجال ملاؤا الآفاق خلقاً مقتدين بجدهم ومولاهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكانوا أعلام ورايات خفاقة يشار لهم بالبنان , فظهر منهم من كان عارفاً بالله وعالماً جليلاً وولياً صالحاً ، ومما لا بد ذكره بين هذه الأسطر القصيرة هي تلك المنحة والكرامة التي خص الله عز وجل هذه العشيرة مما يعرف ( إبراء المجلوب ) وهذه عادة اتسم بها أبناء هذه العشيرة أل جبر الشدة بإعطاء الملح للمريض فيشفى بإذن الله وهذه كرامة خص الله عز وجل السادة أهل البيت إكراماً لجدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الأمر معروف ومشهود له من باقي العشائر الأخرى في سورية والعراق
---------------------------------------------------------------------------------------------
مصدر اخر
مع بحثنا في هذه العشيرة ، وقعنا على العديد من الأخطاء التي رافقت كتابة مفردات تاريخها . فاحيانا نجدان بعض تلك المؤلفات التي تصدت لتاريخ هذه العشيرة .
قد اورت روايات واحداث ، لاعلاقة لها بموقع وتاريخية هذه العشيرة .
الى جانب ذالك ، نجد مؤلفا واحدا قد تضمن روايتان تتحدثان عن تاريخ هذه العشيرة ، بيد انهما متضاربتان،تناقض احدهما الأخر !
او نجد معلومات وروايات تفتقر الى السند التاريخي،وهو مايبعث على التشكك،فضلا عن كونه ثغرة في منهجية كتابة التاريخ . ومن بين تلك المؤلفات التي وقفنا عندها وقد تضمنت اخطاءا وهفوات في كتابة تاريخ عشيرة المعامرة، وهو كتاب .. انساب القبال العربية المؤلفة السيد مهدي القزويني..اذ جاء في الصفحة ((127)) ان المعامرة هم من تهامة،وهي قبيلة من زبيد في العراق والغريب ان القزويني،لم يشر الى مصدر معلوماته تلك ،بل جعلها مطلقة وهذا يناقض.
والمنهجية العلمية في كتابة التاريخ ونضرا لخلو المكتبة العراقية من تواريخ هذه العشيرة فقد عد البعض من المعامرة ان اصولهم تعود الى زبيد.
كما هو الحال في البو حمير ؟ والبو بجيري . والبو نافع ، في حين انهم وكما انتهى اليه نساب العشيرة السيد كاظم وناس المعموري انهم من سادة ومن نسل الامام علي عليه السلام . وفي هذا السياق من المغالطات التي وقع فيها النسابون فيما يتعلق بتاريخ المعامرة ، نشير الى ما اورده جميل جميل ابراهيم الحبيب ، في كتابة: العشائر الزبيدية في العراق "، اذا جاء في الصفحة (48) (ان المعامرة من الزبيد،ورئيسهم هو عبد الله بن هزاع المحيميد ، وولد
ابراهيم الهزاع المحيميدي من بيت فيحان)). وبعد صفحة واحدة من كتابة هذا يذكر الحبيب ما ورد عن المؤرخ عباس العزاوي . في كتابة " تاريخ العشائر العراقية
أيضا: ان المعامرة بهاذا الاسم من طي وفي زبيد اما البسام , ففي كتابة " العشائر العراقية ", لم يذكر ان المعامرة من زبيد , ويصح ان يعد المعامرة من طي في الانحاء الشمالية ومن زبيد في عشائر زبيد الاكبر,حتى يتبين وجه الصواب )).ولا شك ان القارئ سيحار في امرة امام هذا الطرح المتناقض عن اصول هذه العشيرة , اذا وفي صفحتين من كتاب واحد ، يذكر مؤلفه اكثر من رئيس لهذه العشيرة واكثر من اصل والادهى ولا امر، ان المؤلف لم ينته الى بيان ثبات اصول تلك العشيرة ، بل جعل امرا معلقا،حين قال بعد ان اسقط من يده حقيقة نسب هذه العشيرة (حتى يتبين وجه الصواب )). فكيف للمنتمين لهذه العشيرة،أن يقفو امام تلك التناقضات والهفوات من ذكر الناسبين والباحثين لتواريخ عشيرتهم ؟
وفي ذات السياق ،وقعنا على كتاب اخر يقع في نفس الاشكالية من تاريخ عشيرة المعامرة ، حين ذكر يونس السامرائي في كتابه القبائل والبيوت الهاشمية في العراق " وتحديدا عند الصفحة (74) (ان المعامرة سادة حسينية)) واورد المؤلف نفسه في كتابة الاخر" القبائل العراقية " في الصفحة(627): ان المعامرين ، ويسميها البعض المعامرة، هو لقب اطلق على جدهم الكبير السيد سليمان وذريته،وهم من السادة الحسينية .ومساكن هذه العشيرة متفرقة واكثرهم في محافظة بابل وواسط.وانهم في منطقة الفرات الاوسط ،وفي الموصل بنظقة عين زالة وفي ديالى.ويذكر نسبهم كاملا .الا انه يعود في الصفحة (629)
من كتابه هذا ليؤكد أن : عشيرة المعامرة من زبيد ، ويشير الى افخاذهم وبيت الرئاسة ، وانسابهمونسبهم طبق الاصل لما ذكره في الصفحة (627)التي اكد انهم من السادة الحسينية .
امام استاذنا الجليل الدكتور خاشع المعاضيدي.
اطال الله تعالى في عمره - ففي كتابه " من بعض انساب العرب "
يشير الى لمحات من تاريخ هذه العشيرة كما في الصفحة((125 حتى129)) اذا ذكر ان اسم المعامرة, هو الجواعنة,وهم سادة يرجع نسبهم الى الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام.
وسبب تسميتهم بالمعامرة يعود الى احد اجدادهم المسمى ((عامر)) ويرجعون بنسبهم الى عز الدين جد السادة النعيم ، وقد سكن منطقة المحاويل.
وهم جماعة الشيخ راشد الحميد الفيحان.
اما اولاد عمومته،من امثال البو شبيب،فقد هاجرو الى تكريت والبيجي .
وامام هاه الروايات المتناقضة حول نسب عشيرة المعامرة.
وفي سياق البحث والتقصي عن تاريخ هذه العشيرة، وقعنا على خمسة مؤلفات اخرى اختصت بتواريخ العشائر العراقية لم يستطع مؤلفوها التثبيت من اصل عشيرة المعامرة بصورة صحيحة وقاطع لقلة المصادر المكتوبة ، واختلاف الروايات المنقولة،على ان هذا الخلط يؤكد على ان المعامرة من زبيد، او هم سادة من نسل الامام علي عليه السلام .
وهو نسب يجهله حتى اكثر المعامرة الموجودين على قيد الحياة انفسهم . وتفاديا للفهم.
الخاطئ، حاولنا بيان الاسباب التي ادت الى اغفال الكثير من ابناء هذه العشيرة لنسب عشيرتهم من بين تلك الاسباب،
هو استقرار اكثر افخاذ عشيرة المعامرة منذ اواخر العهد العباسي الى اواخر العهد العثماني،في الاراضي الواقعة حاليا في محافظات بغداد جنوبا ومحافظة واسط وبابل والديوانية وهذه الاراضي كانت وما تزال تعد المساكن الاصلية لعشائر قبيلة زبيد والجحيش واليسار والبو سلطان والجبور والجنابيين.
وتعد امارة تحت حكم زبيد من أل عبد الله في العهد العثماني.
وفضلا عن ذالك ولعل من الاسباب الداعية الى جهل المعامرة لنسبهم الحقيقي ، هو ارتباط عشيرتهم مع عشائر المنطقة التي سكنوها بحلف،امتد الاكثر من اربع مئة سنة،مما ادى الى اختلاط الاجيال ببعضها عند طريق السكن والمصاهرة بين ابناء عشيرة المعامرة،وابناء العشائر الاخرى،على ان كل بيت من بيوت المعامرة،يضم امرأة سلطانية او جنابية او يسارية او جبورية،بين جدة او ام،والعكس نجد واقع معاش لدى العشائر الاخرى أيضا.
بحيث تجد المعموريات في بيوت تلك العشائر الزبيدية.
وكان من الطبيعي ان تأسس هذه المصاهرات والتداخلات بين الانساب،جماعات متحددة من عشائر مختلفة تمتهن مهن معينة من بينها امتهان السلب والنهب والسرقة،التي كانت من اعمال الرجولية،بل ودلالة على شجاعة الفرد.
والعجز المصلحين عن ردعهم،فقد تمادوا في اعمالهم وفضلو ان يدخلو عن نسبهم،الذي اصبحت مهنة ابنائهم لاتلائم شر التسمي به.
فتقلبو الانتساب الى زبيد،وعاش اكثرهم ومات،وهو لايعلم غير انه زبيدي.
الا ان القلة المتدينة من المعماريين كانت تعرف جيدا ان اباها،هو السيد سليمان الذي يتوسط مرقده اراضيهم.
وانهم سادة حسينيون،الا ان مهنة بعضهم راحت تتعارض مع هذا النسب الشريف ويذكر السيد المعموري في مذكراته :
انه وبعد انقراض الجيل السابق وانتشار التعليم،وامتهان الجيل الجديد من تلك العشيرة لمهن شريفة،تركو مهنة السلب والنهب
ونصرفو الى الكسب الحلال وتركو طريق الشيطان وبانتفاء السبب الذي كان حائلا دون اضهار نسبهم،فقد عادو من جديد للتشرف بنسبهم.
ويشير المعموري،وفي سياق بحثه في الاسباب التي حالت دون معرفة المعامرة لنسبهم،الى ما يعرف بقصة (موزه بنت موسى مراد الزبيدي) وبهاء الدين(بهي)بن السيد شريعة المعموري.
وهي قصة تؤكد حقيقة نسب المعامرة وزاء ذالك،يقول المعموري ان كان قد نقل هذه القصة حرفيا بعد ان سمعها بحضور كبار رئساء العشيرة ومنهم المرحوم احمدالعلي الحميري والمرحوم جبرالذياب في داره الواقعة في سدة الهندية في اثناء حضورهم مجلس الفاتحة المقامة على روح المرحوم حمزه علي الغنوص في نهاية العقد الرابع من القرن العشرين.
واكد ان المتحدث هو المرحوم حمزه الجار الله،وكان الشيخ راشد الحمد الفيحان وحمزه الهادود ومحمد الضايع،ممن حضر تلك الجلسة اليلية التي دامت حتى بزوغ الفجر .
واورد المعموري خلاصةمادار فيها،واتي تقول: ان السيد سليمان كان يسكن جنوب بغداد في الاراضي التي تعرف الان بأم الطبول والبياع والدورة التي كانت تسقى من نهر الصراة الكبرى والصغرى،والتي اقطعها الخليفة العباسي هارون الرشيد لأولاد الامام موسى الكاظم عليه السلام بعد استشهاد ولدهم.
واستقدامهم من المدينة المنورة،ووضعهم تحت المراقبة خوفا من
خروج احدهم عليه وعلى وفق ذالك،اصبحت ملكا لهم الى من السيد سليمان الذي كان له زوجتان الكبرى علوية ،ولدت له كبير اولاده المدعو السيد حسين حامد وابنته حسنة،في حين كانت زوجته الاخرى من زبيد،وقد ولدت له ولديه:
محمد وشريعة وابنته سلمى.
وعمر السيد سليمان حتى شهد الجليل الرابع من احفاده الى ما يقال .
وفي هذه الاثناء، حصل خلاف حاد بين زوجتي السيد سليمان مما اضطر زوجته الزبيدية الى الرحيل بأولادها، محمد وشريعة وعوائلهم الى ديرة الزبيد ووصلو الى قنطرة النيل في بابل،ليحلو ضيوفا على احد اشراف زبيد المدعو موسى المراد ،شقيق والدتهم دلمه المراد.
وبعد مكوثهم لديه ، عرض عليهم مشاركتهم في زراعة الارض العائدة له ، لا سيما وانه كان متعهد الحكومة على خفارة طريق الحلة - بغداد والتي كانت تسمى وقت ذاك بــ ((التسيار)).
وتم الاتفاق بين الطرفين على استثمار تلك الارض.
وازداد الحلال{ المواشي} وكثر خير الطرفين .
وبعد زواج بهي بن شريعة ، من موزه بنت موسى المراد فقد ولد لهم ثلاث اولاد هم : حمير ووحش وجسبة وبنت واحدة اسمها سلمى.
فتبناهم موسى المراد ، وكان قد مضى به العمر ، فأستلمو عمله في خفارة طريق بغداد - الحلة ،وتصرفو في ارضه وحلاله وورثو بعد وفاته وبقو في بيته الذي صار بيتهم ، وحلو محله ولم يعودو الى قومهم ، بل رحلو الى بزايز العبارة الحالية ، واصبحو من زبيد ، وبهذه العلاقة ومع تعاقب الاجيال ، عدهم الناس من زبيد ‘ وحتى اولادهم الان ،لايزال الشك يساورهم انهم من زبيد وليسو من عشيرة المعامرة.
وعلى مدى عشرون عاما (1949-1968)، فأن المدواة والقلم ، لم يفارق انامل السيد كاظم وناس المعموري ، بحثا عن كل ما يمكن أن يعلمه بنسب عشيرته المعامرة ، اذا بات معرفة جذورها التاريخية هاجسا ارهقه ، فسهر اليلي يتأمل ويفكر ، بما يجب ان يفعله ، بحيث رضي ذاته وينصف ابناء قبيلته، ويعزز ما قاله التاريخ بحقهم ، فراح يتحرى النصوص ويقمش المعلومات عما يوصله الى تاريخ قبيلته امعانا في اقتناص ما جاء في بطون الكتب من روايات تتحدث عنها ، ولما كان يعي ان من اهم معان مصطلح التاريخ ، هو تدوين الاشياء الجليلة ، فلا شك من ان حفظ تراث القبيلة ، يعد من الاشياء الجليلة ، فهو بتدوينه تراث قبيلته المعامرة حسبما جاء في كتاب " فروع دوحة " ، انما ادى فعلا جليلا ، وخير الناس من نفع الناس.